تذكير الأمة الإسلامية بما حدث في العام الماضي من أحداث وآلام وجراح وكيفية الخروج منها
سلسلة الخطب المقترحة
خطبة عيد الفطر 1445 هـ
عنوان الخطبة ((وداعا رمضان والأمة في مرحلة حرجة))
الهدف من الخطبة : تذكير الأمة الإسلامية بما حدث في العام الماضي من أحداث وآلام وجراح وكيفية الخروج منها
عناصر الموضوع
1) رمضان سوق قام ثم انفض
2) رمضان يودعنا والأمة تنتهك مقدساتها
3) رمضان يودعنا في ظل انتشار الأفكار الهدامة
4) رمضان يودعنا وظهور الأئمة المضلين
5) رمضان يودعنا ونحن نعاني من الأزمات
6) رمضان يودعنا والمخاطر تهدد بلادنا
7) سبل مواجهة التحديات
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
1- رمضان سوق قام ثم انفض
رمضان سوق قام ثم انفض، ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر، فمن كان محسناً فليحمد لله وليسأل الله القبول فإن الله جل وعلا لا يضيع أجر من أحسن عملاً، ومن كان مسيئاً فليتب إلى الله فالعذر قبل الموت مقبول والله يحب التوابين نسأل الله أن يغفر لنا ولكم ما سلف من الزلل وأن يوفقنا وإياكم للتوبة النصوح قبل حلول الأجل.
أيها المسلمون: استقيموا على دينكم واستمروا على طاعة ربكم فليس للطاعة زمن محدود، ولا للعبادة أجل معين، قال الحسن البصري رحمه الله: "أبى قومٌ المداومة، والله ما المؤمن بالذي يعمل الشهر والشهرين، أو العام أو العامين، لا واللهِ، ما جُعل لعمل المؤمن أجلٌ دون الموت".
ومن علامات قبول الطاعةِ التوفيق إلى الطاعة بعدها، فعلينا مواصلة الطاعات ومتابعة القربات، ولا يكن آخر العهد بالقرآن ختمة رمضان، ولا بالقيام آخر ليلة من لياليه، ولا بالبر والجود آخر يوم فيه.. وإذا كان رمضان قد انقضى فإن الصيام والقيام وتلاوة القرآن والعبادة والطاعة لم تنقضي.. ومَنْ كان يعبد رمضان فإنه ينقضي ويفوت، ومَنْ كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.. وبئس العبد عبدٌ لا يعرف ربه إلا في رمضان.
وحذَّرَنا ربنا سبحانه أن نكون مثل "ريطة بنت سعد" امرأة مجنونة كانت بمكة، كانت تغزل طول يومها غزلاً قويًا محكما ثم آخر النهار تنقضه أنكاثا، أي: تفسده بعد إحكامه، فقال تعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا}(النحل:92).
وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من ترك الطاعة بعد التعود عليها فقال لعبد الله بن عمرو: (يا عبْدَ الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل). وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الحَور بعد الكَور)، قال الإمام السندي في حاشيته: "والكور لفُّ العِمامة وجمعُها، والحَور نقضها، والمعنى: الاستعاذة بالله من فساد أمورنا بعد صلاحها، كفساد العمامة بعد استقامتها على الرأس"
وسئلت عائشة رضي الله عنها عن عمله صلى الله عليه وسلم فقالت: (كان عمله ديمة) متفق عليه.. وقال صلى الله عليه وسلم: (إن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل) رواه مسلم.
وهذه التحذيرات القرآنية تنطبق على من ذاق حلاوة طاعة الله تعالى في رمضان، فحافظ فيه على الواجبات وترك فيه المحرمات، حتى إذا انقضى الشهر المبارك ترك الطاعة، ونقض غزله من بعد قوة أنكاثا.
وسئلت عائشة رضي الله عنها عن عمله صلى الله عليه وسلم فقالت: (كان عمله ديمة) متفق عليه.. وقال صلى الله عليه وسلم: (إن أحب الأعمال إلى الله ما دُووِمَ عليه وإن قَل) رواه مسلم.
وهذه التحذيرات القرآنية تنطبق على من ذاق حلاوة طاعة الله تعالى في رمضان، فحافظ فيه على الواجبات وترك فيه المحرمات، حتى إذا انقضى الشهر المبارك ترك الطاعة، ونقض غزله من بعد قوة أنكاثا.
ولقد علمنا ديننا أن العبادة لا تنقطع ولا تنقضي بانتهاء مواسمها.. فما يكاد ينتهي موسم إلا فتح الله لنا موسمًا آخر ومن ذلك أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم سن لنا بعد رمضان صيام ستة أيام من شوال كما جاء في صحيح مسلم عن أبي أيوب قال صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان وأتبعه ستًا من شوال فذلك صيام الدهر). وليس لانقضاء العبادة غاية إلا الموت كما قال تعالى لنبيه: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}(الحجر:99).
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
رمضان يودعنا هذا العام والأمة تعاني من العديد من التحديات والأزمات والمؤمرات وقد حدث في هذا العام العديد من الأحداث والفتن وعمل دؤوب من أعدائنا على نشر الشهوات والشبهات وافتعال الأزمات وانتهاك المقدسات وغيرها من الأمور التي تجعل أمتنا تعيش مرحلة حرجة من تاريخها
2- رمضان يودعنا والأمة تنتهك مقدساتها
الأمة تمر بمرحلة حرجة من انتهاك لمقدساتها وانشغال أبنائها عن نصرتها، وإن اللسان لَيقف عاجزًا أمام وصف الأحداث الأليمة التي شهدناها في الفترة الماضية، وإن القلب لَيعتصر ألمًا وحزنًا، ولَيَتقطَّع حرقة وغضبًا وكَمَدًا، على ما يجري لإخواننا في أرض فلسطين من قتل الأبرياء، من شيوخ وأطفال ونساء، وحصار ظالم مُنِعَ فيه الغذاء والدواء، وقطعٍ للمياه والاتصال والكهرباء، وقصفٍ غاشم بلا رحمة ولا شفقة ولا هوادة من اليهود المعتدين المغتصبين، بدعم وتكالب من أمم الكفر العالمية، فيعاني إخواننا في قِبلة الإسلام الأولى، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ظلم كيان دخيل ماكر، وأذى عدو ذليل غادر.
وهذه الأحداث توضح حقيقة الصراع مع اليهود وطبيعة عداوتهم للمسلمين فقد قال الله – تعالى -: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾ [المائدة: 82].
فالعداوة مع اليهود هي عداوة من أجل العقيدة ولذلك لتطاولهم على الله عز وجل قال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا) (المائدة:64)، وقال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ) (التوبة:30).
العداوة مع اليهود لتحريفهم لكتبهم المقدسة فقد قال تعالى: (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (البقرة:75). وقال تعالى: (وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) (المائدة:41).
العداوة مع اليهود بسبب الإساءة للرسل بالمعاندة والتكذيب، بل والقتل، قال تعالى: (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ) (البقرة:87)، وقال تعالى: (قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (آل عمران:183).
ولكن هذه الأحداث لا ينبغي أن تقتل روح الأمل والرجاء والثقة في أن المستقبل للإسلام وأن يكون عندنا يقين في وعد الله وعدم اليأس والإحباط ودفع روح الهزيمة النفسية: قال تعالى " إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ " و قال تعالى " وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر و الشجر، فيقول الحجر أو الشجر : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي، فتعالى فاقتله . إلا الغرقد، فإنه من شجر اليهود"
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
3- رمضان يودعنا في ظل انتشار الأفكار الهدامة
- رمضان يودعنا هذا العام وقد تكررت الدعوات الخطيرة التي تنادي ببدعة ما يطلقون عليها "الدين الإبراهيمي" وهذا الخلط بين الأديان يُقصَد به الخلط الذي تفقد معه العقيدة الإسلامية جوهرَها القائم على شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، لتصبح الفكرة الرئيسة هي الوصول إلى الله تعالى؛ سواء عن طريق اليهودية أو النصرانية أو الإسلام، فلا فرقَ عند أصحاب هذه الدعوة بين تلك الأديان، وهذا الخلط فكرة ضالة قديمة تظهر اليوم بثوب جديد؛ اسمه "الدين الإبراهيمي "، وإبراهيم عليه الصلاة والسلام إمامُ الحنفاء كان مسلمًا، وهو بَرَاء من هذا التصور المختلط المشوَّهِ؛ قال الله عز وجل: ﴿ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [آل عمران: 67].
وعن جابر بن عبدالله أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب فقرأه فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيًا ما وسعه إلا أن يتبعني" رواه أحمد وحسنه الألباني .
- رمضان يودعنا هذا العام وقد تسلط الشيعة الروافض على أهل السنة في كثير من بلاد المسلمين.
كان الشيعة وما يزالون الخطرَ الأكبر الذي يهدّد المسلمين في عقيدتهم وأمنهم، وهذه الفرقة تسعى سعيًا دؤوبًا للسيطرة على بلاد المسلمين، ونشر مذهبها الضال بين أهلها، من خلال الترغيب والإغراء بالمال والمناصب، أو من خلال الترهيب وفرض السيطرة بالقوة والتآمر والقتال.
وقد استطاعوا بالفعل بسط نفوذهم في العراق وسوريا واليمن، والحروب هناك لا تهدأ، وسفك الدماء ونهب الأعراض والأموال والديار لا يتوقف؛ وهم في ذلك -كما كان سلفهم- يستعينون على المسلمين بكل عدوٍّ كافر فاجر.
وإنّ فضح عقائد الشيعة، والكشف عن تآمرهم على أهل السنّة، يعدُّ واحدًا من أولى أوليات الأمّة؛ إن كانت تريد حقًّا أن تحافظ على هويتها، وتحمي أمنها ومقدّراتها، وتنطلق بقوّة في طريق عودة عزها ومجدها.
- رمضان يودعنا هذا العام والأمة تمر بمرحلة ظهرت فيها غلاة الصوفية الفلسفية من جديد وبدأت في إحياء الخرافة بين الناس، وإحياء لأقوال ابن عربي والحلاج والقول بوحدة الوجود والاتحاد والحلول
إن خطورة (الصوفية) تكمنُ في نشر صور من الشرك مثل التوسل بأصحاب القبور والاستغاثة والاستعانة بغير الله كما أنها لا تأخذ دينها من كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنها تأخذ دينها عن طريق الرؤى والأحلام وما يسمونه بالكشوفات والتجربة، إضافة إلى تأثرها الكبير بالأديان المحرفة والفلسفات الوثنية والإلحادية. وإذا أخذ المسلم دينه عن مصدر غير الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة فقد ضل ضلالاً بعيداً.
وأيضًا من طبيعة منهجهم هجر الذكر المشروع والاشتغال بالأوراد والأذكار الصوفية التي يخترعها مشايخ الطرق، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أذكار الصباح والمساء والدخول والخروج والنوم والاستيقاظ وغير ذلك.
فيجب على كل مسلم أن لا يتأثر بمعتقداتهم الفاسدة ويقع فيما وقعوا فيه من الشرك، والبدع، وأن يقوم بمناصحتهم وبيان الحق لهم لعل الله أن يهديهم على يديه، وننكر عليهم ما خالفوا فيه الكتاب والسنة مع لزوم منهج أهل السنة والجماعة ليسلم له دينه.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
4- رمضان يودعنا وظهور الأئمة المضلين
رمضان يودعنا هذا العام وقد خرج علينا الأئمة المضلون الذين حذرنا منهم النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: "أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون"رواه ابن حبان وصححه الألباني
وقال تعالى: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ"
- فقد خرج علينا في الأيام السابقة من يقول: إن العلاقات المحرمة بين الشباب والبنات لا بأس بها مادامت بعلم الوالد ويغلفها العفاف وكأنه نسي أو تناسى قوله تعالى: "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" [النور/30].وقوله تعالى: "يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً" [الأحزاب/32].
- خرج علينا من يقول: إن الله عز وجل قد يلغي النار ويدخل الجميع الجنة وكأنه نسي أو تناسى قوله تعالى: "إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ" وقال تعالى: "وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ"
- خرج علينا من يقول أن أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد بعثته من أهل الإيمان وكأنه نسي أو تناسى قوله تعالى: "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " والذي نفْسُ محمدٍ بيدِهِ، لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمةِ، لا يهودِيٌّ، و لا نصرانِيٌّ، ثُمَّ يموتُ ولم يؤمِنْ بالذي أُرْسِلْتُ به ، إلَّا كان من أصحابِ النارِ"
- خرج علينا من يقول بجواز الاستعانة والاستغاثة بغير الله وطلب النفع ودفع الضر من الأموات بدعوى أنهم من الأولياء الصالحين وكأنه نسي أو تناسى قوله تعالى: "إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ"
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
5- رمضان يودعنا ونحن نعاني من الأزمات
- رمضان يودعنا هذا العام والأمة تمر بأزمة اقتصادية طاحنة
فمما لا يخفى على أحد أن الأزمة الإقتصادية اليوم تعصف بالعالم شرقاً وغرباً، وهذه الأزمة الشديدة انشغل بمعرفة أسبابها وسبل مواجهتها الجميع، بداية من الشعوب، مروراً بالسَّاسة وأصحاب القرار وأرباب الفكر والاقتصاد.
وهذه الأزمة شأنها كشأن أي مشكلة لها آثار سلبية مترتبة عليها مثل كثرة الشكاية والتسخط والاعتراض، وأُصِيب الناس بالهلع والجزع والفزع والقلق، وكذلك تدخل الشيطان - لكونه فقيه في الشر- فأوقع الكثير من الناس مستغلاً هذه الأزمة، حيث أوهم البعض بالذهاب إلى العرافين والدجالين والمشعوذين، ومنهم من أوهمه أن الحل في دعاء الأولياء وطلب تفريج الكربات منهم؛ بادعاء أنهم يُديرون شؤون هذا الكون ويتصرفون فيه فكان طلب المدد وكشف الضر والدعاء، ولبس على آخرين بالجرأة على الحرام بل وتحليله وهذا ولا شك خلل رهيب، فمن الناس من تعامل بالربا وسماه بغير اسمه، ومنهم من نصب وسرق واحتال وبغى وظلم.
ورأينا أخلاقيات لا تليق بسلوك المسلم أبداً، مثل: خلف العهد والوعد، والكذب، والاستغلال، والاحتكار المشين، وتناحر، وتقاطع، فقد دُمرت بيوت، وقُطعت أرحام، وعُطلت واجبات وحقوق، وأصبح المجتمع هش ضعيف للأسف الشديد.
ومن المعاني الإيمانية التي ينبغي أن نواجه بها هذه الأزمة ما يلي:
- التقوى، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3].
- الاستقامة، قال تعالى: ﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16].
- حسن التوكل على الله، ففي الحديث: "لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا"
- التوبة، قال تعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: 10-12]
- مع محاربة الفساد وتفعيل النظام الاقتصادي الإسلامي والدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى.
- رمضان يودعنا هذا العام والأمة تعيش أزمة أخلاقية شديدة على مستوى الأسرة والمجتمع والأسواق والإعلام وعلى سائر المستويات
فالأخلاق الحسنة من الصدق والأمانة والعدل والنصح إذا شاعت في المجتمع أمن الناس وحفظت الحقوق وقويت أواصر المحبة بين أفراد المجتمع وقلت الرذيلة وزادت الفضيلة وقويت شوكة الإسلام ، وإذا شاعت الأخلاق السيئة من الكذب والخيانة والظلم والغش فسد المجتمع واختل الأمن وضاعت الحقوق وانتشرت القطيعة بين أفراد المجتمع وضعفت الشريعة في نفوس أهلها وانقلبت الموازين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (سيأتي على الناس سنوات خداعات؛ يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: ومن الرويبضة يا رسول الله؟! قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) رواه أحمد.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
6- رمضان يودعنا والمخاطر تهدد بلادنا
رمضان يودعنا هذا العام والمخاطر تهدد بلادنا - مصرنا الحبيبة – فالحدود مشتعلة من كل الجهات والعدو الصهيوني متربص ويحيك لنا الفتن والأزمات، وتهديدات خطيرة تواجه الأمن القومي، وأزمات اقتصادية وأخلاقية مع انتشار للفساد وتواجد للأفكار الهدامة
فضلاً عن كون مصرنا الغالية -الآن- هي قلب الإسلام النابض، وكنانته التي يرمي بأسهمها عدوَّه، وبيضته التي يتقي بها شرورهم.
لذلك ما أحوجنا إلى التكاتف والترابط وتقديم المصلحة العامة على الخاصة حتى نحافظ على أوطاننا وبلادنا وألا نكون معول هدم للبلاد ولكن نكون سواعد للبناء.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
7- سبل مواجهة التحديات
ولكن رغم هذه الآلام والمعاناة إلا أنه لا ينبغي أن نفقد الأمل؛ لأن الكثير اليوم عندما يشاهد الواقع المرير الذي تمر به الأمة يُصاب بالإحباط واليأس ويفقد الأمل، وللأسف هذا هدف من أهداف أعدائنا؛ لأن الإنسان المحبط لا يعمل، ولا يقاوم، ولا يحاول، ولكنه في النهاية يرضى بالأمر الواقع.
والصواب أن هذا الواقع الصعب ينبغي أن يفجر بداخلنا روح التحدي، وينمي روح المقاومة في نفوسنا، ويقوي يقيننا بنصر الله.
ونحن لا ندري متى النصر؟ ولا على يد أي جيل يكشف الله الغمة، ويرفع شأن هذه الأمة، ولكن الذي نعلمه أن أمتنا أمة خير بإذن الله يرجى لها النصر من الله ولو بعد حين، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم فيه بطاعته إلى يوم القيامة"
فإذا عرفنا أن الأصل في الإسلام العلو والسيادة والتمكين، فلا نستيئس من ضعف المسلمين حينًا من الدهر، فقد قال تعالى: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [المجادلة: 21]، وقال تعالى: ﴿وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 173]، وقال تعالى: ﴿وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الصف: 13].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها"
فقد نرى القوة اليوم بيد أعدائنا والغلبة لهم علينا، ولكن لا ننسى أن الله هو المتصرف بهذا الكون، وعينه لا تغفل عن عباده المؤمنين، ولن يرضى لهم دوام الذلة واستمرار القهر، فبإذن الله الأمة ستعود، والنصر قادم لا محالة، لكن علينا أن نأخذ بأسباب القوة ونبذل الوسع.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
ينبغي علينا أن نواجه كل هذه التحديات بما يلي:
1- التمسك بالكتاب والسنة
* هذه الأمة تمتلك منهجًا واضحًا ومعصومًا بعصمة الكتاب والسنة ، فلا نجاة إلا به وما انتصرت الأمة يوماً إلا باتباعه وترك ما سواه
قال تعالى : ((وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ))
وقال صلى الله عليه وسلم : (( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي))
وقال صلى الله عليه وسلم : ((تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك))
2- نشر قضايا التوحيد
قال تعالى : ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ))
قال تعالى : ((وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ.))
قال تعالى : ((وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ))
أرسل معاذًا إلى اليمن فقال له موصياً (( إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يعبدوا الله ))
* ومن قضايا التوحيد :
- قضية الأسماء والصفات ، قال تعالى: ((وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)) [الأعراف:180]
- قضية الربوبية : قال تعالى : (( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِين))
- قضية الألوهية : قال تعالى : ((قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))
- قضية التحاكم لشرع الله
قال تعالى : ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
قال تعالى : ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ))
وقال تعالى : ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْظالمون ))
وقال تعالى : ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفاسقون ))
قال تعالى : (( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ))
قال تعالى : (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ َتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً ))
- قضية الولاء والبراء
قال صلى الله عليه وسلم : (( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ))
قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ))
قال تعالى : ((لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))
3- الوعي والفَهم واليقظة :
على المسلمين أن يعوا خطورة المرحلة جيداً وأن يدركوا جيداً أن حقيقة الصراع هي بين الوحي والهوى وأن الباطل يريد منا كما قال تعالى : ((وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ))
لا بد أن نعي أنه في زماننا يجب معرفة خير الخيرين وشر الشرين وكذلك أن ندرك أن الباطل لا يحب لنا الخير أبداً بل قال تعالى : ((إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ))
وعلى حراس الأمة أن يستيقظوا والأهم أن تستمر اليقظة حتى لا ننجر إلى معارك جانبية تبعدنا عن أصل القضية وحقيقة الصراع؛ لأن المعارك الجانبية أول من يخسر فيها نحن فاقصدوا البحر وخلوا القنوات ، فالحذر الحذر واليقظة اليقظة ، والأمة أمانة يا حماة الشريعة
4- العلم
الحاجة إلى العلم وتحصيله وتطبيقه في أرض الواقع حاجة ماسة وضرورة، وقد اهتم ديننا الحنيف بالعلم أعظم اهتمام، يقول الله عز وجل في أول ما نزل: ( اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم) ففي هذه الآيات المحكمات أمر للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل فرد من أمته أن يقرأ ويتعلم
وقد بين الله عز وجل مكانة العلماء، ومآثرهم في مواضيع عديدة من القرآن الكريم ومنها قوله سبحانه في سورة آل عمران: (شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) وقوله عز وجل: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وقوله عزّ من قائل: ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).
ونريد العلم الذي يورث الخشية قيل لابن مسعود (( ياعالم )) قال : " إنما العالم الذي يخشى الله " والعلم النافع هو العلم الذي يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل وقال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : ((فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الله))
ونحن لا نريد حفظ النصوص والمتون فقط ولكن نريد حفظ النصوص مع العمل والسعي لتمكين دين الله عزوجل في الأرض ، لا نريد علمًا يقوم على التجريح في الناس والعلماء ولكن نريد علمًا له أثره في حياة الناس .
5- الصبر
الصبر وطول النفس؛ لأن الطريق طويل جداً ومن استطال الطريق ضعف مشيه ونحن نقول للباطل: والله لا نمل حتى تملوا. قال تعالى: ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)).
وقال تعالى : ((وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)).
قال تعالى : ((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)).
والبعض يشكوا من كثرة الإيذاء وحملات الباطل ، نقول الباطل لا ينتهي ولا يكف أبداً؛ لأن الأمر صراع والمعركة قائمة إلى قيام الساعة فاصبروا يرحمكم الله ((اصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ))
6- الأمل والرجاء
كيف تهزم أمة يتلى فيها قول الله عز وجل : ((وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)).
وكيف تهزم أمة يتلى فيها قول الله عزوجل : ((لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ)).
وقال تعالى: "قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ".
والأمل يصنع المعجزات ، وما عجزنا عنه اليوم عما قريب سيأتي جيل يرفع هذا العبء عنا بإذن الله ولكن علينا أن نأخذ بأسباب القوة ونبذل الوسع والنصر قادم لا محالة بإذن الله
وفي الختام .. الدعاء وآداب العيد
مع تحيات
اللجنة العلمية لملتقى الخطيب المؤثر أسد المنابر