الزلزال آية من آيات الله ، وعقاب منه سبحانه ، يذكر به الغافل وينبه الناسي ويرد العاصي ويوقف المعاصي
(( الزلزال ))
الهدف من الخطبة :
الزلزال آية من آيات الله ، وعقاب منه سبحانه ، يذكر به الغافل وينبه الناسي ويرد العاصي ويوقف المعاصي
عناصر الخطبة:
١) بلاء الأشقاء .
٢) الدول العربية تشارع بالعزاء والمساعدات للدول المصابة.
٣) الزلزال لا تمنعه قوة ولا يصده جيش ولا ترده حكومة ولا دولة
٤) الزلزال يذكر الغافل وينبه الناسي ويرد العاصي ويوقف المعاصي
٥) ما يستحب عند الزلزال
مقدمة الموضوع:
قال الله عز وجل :
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ }.
الأنعام/42-44 .
وقال سبحانه
: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفا}
(الإسراء: 59).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى يُقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن)
رواه البخاري
بلاء الأشقاء
زلزال مدمر يضرب عدة دول في وقت واحد .
ولكنه أحدث دمار واسع .
قال الأستاذ الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة
زلزال قوته 7.8 ريختر ثم توابع مجموعة من الزلازال التي لم تحدث قبل في التاريخ 210 زلزال بدرجات متفاوتة
وقد ضرب الزلزال كل من المغرب وعدد من الدول .
وخلف دمار وهدم وقتلي وجرحي تحت الأنقاض في عدة مدن
المشاهد والصور مؤلمة مرعبة
الدولة العربية والإسلامية تشارك بالعزاء والمساعدات للدول المصابة
وبعض الدول تعرض المساعدة والمصاب جلل والأمر خطير
عدد من المنظمات والهيئات والأندية تعلن المواساة
المستشفيات مليئة بالموتي والجرحي والثكالى والأيامى
الطرقات والشوارع والملاعب والأندية مليئة بالمشردين
الصراخ والبكاء والأنين والألم والفزع والرعب في كل مكان
طائرات وإسعافات وسيارات جيش تساهم في الكارثة
فناء عمارات وشوارع ومناطق كاملة من الزلزال المدمر
موت عائلات كاملة بمن فيها من الكبار والصغار والرجال والنساء
منشورات التعازي علي صفحات الشوشل مديا مبكية ومحزنة
الزلزال لا تمنعه قوة ولا يصده جيش ولا ترده حكومة ولا دولة
الزلزال لا ترده الأغاني ولا تمنعه المباريات ولا تصده المسلسلات
الزلزال لا يتحكم فيه عالم ولا يصده جاهل ولا يرده حاكم
الزلزال لا يمنع بالفنانين ولا يحجز بالمغنيين ولايرد بالمهنيين
الزلزال ليس مبارة بين فريقين ولا حرب بين دولتين ولا قارتين
الزلزال ليس هزة أرضية بل حكمة وآية ربانية تقع بأمر الله
الزلزال من علامات القيامة وغضب الغضب وعقوبات المعاصي
الزلزال يذكر الغافل وينبه الناسي ويرد العاصي ويوقف المعاصي
الزلزال أية تخويف وعلامة علي المعاصي والغفلة والتحريف
الزلزال والبراكين والأعاصير والسيول والرياح والأمطار من جنود الله
قال الله عز وجل :
( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ )
الأنعام/42-44 .
وقال سبحانه
: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفا}
(الإسراء: 59)
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى يُقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن)
رواه البخاري
وفي حديث سلمة بن نفيل السكوني رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (بين يدي الساعة مَوَتانٌ شديد، وبعده سنوات الزلازل)
رواه أحمد
ما يستحب عند الزلزال
قال العلامة زكريا الأنصاري رحمه الله :
" ويستحب لكل أحد أن يتضرع بالدعاء ونحوه عند الزلازل ونحوها من الصواعق والريح الشديدة ، وأن يصلي في بيته منفردا لئلا يكون غافلا ; لأنه صلى الله عليه وسلم كان إذا عصفت الريح قال : ( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به ، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به ) رواه مسلم
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" الواجب عند الزلازل وغيرها من الآيات والكسوف والرياح الشديدة والفياضانات البدار بالتوبة إلى الله سبحانه , والضراعة إليه وسؤاله العافية , والإكثار من ذكره واستغفاره .
قال صلى الله عليه وسلم عند الكسوف : ( فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره )
متفق عليه
ويستحب أيضا رحمة الفقراء والمساكين والصدقة عليهم
لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( ارحموا ترحموا )
رواه أحمد
وحديث
( الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )
رواه الترمذي
وحديث
( من لا يرحم لا يرحم )
رواه البخاري
وروي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه كان يكتب إلى أمرائه عند وجود الزلزلة أن يتصدقوا
وينبغي علينا عبادات منها
( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )
التوبة/71
( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ )
الحج/40-41
( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) الطلاق/2-3.
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَرَجُلٌ مَعَهَا ، فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ حَدِّثِينَا حَدِيثًا عَنِ الزَّلْزَلَةِ ، فَأَعْرَضَتْ عَنْهُ بِوَجْهِهَا ، قَالَ أَنَسٌ : فَقُلْتُ لَهَا : حَدِّثِينَا يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الزَّلْزَلَةِ ، فَقَالَتْ : يَا أَنَسُ إِنْ حَدَّثْتُكَ عَنْهَا عِشْتَ حَزِينًا ، وَبُعِثْتَ حِينَ تُبْعَثُ وَذَلِكَ الْحُزْنُ فِي قَلْبِكَ فَقُلْتُ : يَا أُمَّاهُ حَدِّثِينَا ، فَقَالَتْ : إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا خَلَعْتَ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ زَوْجِهَا هَتَكَتْ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حِجَابٍ ، وَإِنْ تَطَيَّبَتْ لِغَيْرِ زَوْجِهَا كَانَ عَلَيْهَا نَارًا وَشَنَارًا ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوا الزِّنَا وَشَرِبُوا الْخُمُورَ بَعْدَ هَذَا وَضَرَبُوا الْمَعَازِفَ غَارَ اللَّهُ فِي سَمَائِهِ ، فَقَالَ لِلْأَرْضِ : تَزَلْزَلِي بِهِمْ ، فَإِنْ تَابُوا وَنَزَعُوا وَإِلَّا هَدَمَهَا عَلَيْهِمْ فَقَالَ أَنَسٌ : عُقُوبَةٌ لَهُمْ ؟ قَالَتْ : رَحْمَةٌ وَبَرَكَةٌ وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَنَكَالًا وَسَخْطَةً وَعَذَابًا لِلْكَافِرِينَ قَالَ أَنَسٌ : فَمَا سَمِعْتُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا أَنَا أَشَدُّ بِهِ فَرَحًا مِنِّي بِهَذَا الْحَدِيثِ ، بَلْ أَعِيشُ فَرِحًا وَأُبْعَثَ حِينَ أُبْعَثُ وَذَلِكَ الْفَرَحُ فِي قَلْبِي أَوْ قَالَ : فِي نَفْسِي .*
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ
[ "المستدرك على الصحيحين" كتاب الفتن والملاحم"
(ج٥/ص٥٢٢) ]
( تزلزلت الأرض على عهد عمر فقال أيها الناس ماكانت هذه الزلزلة إلا عند شيء أحدثتموه والذي نفسي بيده إن عادت لا أساكنكم فيها أبدا )
رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح.
ولما رجفت الأرض في الكوفة .
قال ابن مسعود :
(أيها الناس إن ربكم يستعتبكم فاعتبوه ) .
قال كعب :
( إنما تزلزل الأرض إذا عمل فيها بالمعاصي فترعد فرقا من الله جل جلاله أن يطلع عليها ) .
قال عمر بن عبدالعزيز
( إن هذا الرجف شيء يعاقب الله به العباد )
نسأل الله السلامة والعافية وأن يحفظ بلادنا وأن يحفظ إخواننا في سوريا وتركيا اللهم آمين .
مع تحيات
اللجنة العلمية لملتقى الخطيب المؤثر أسد المنابر