السبت ، ٢١ جمادى الأول ، ١٤٤٦ هجري | 23 نوفمبر 2024 ميلادي
يا ليتني كنت مكانه
وصف الخطبة : - ذرس عظيم من وفاتك يا باز من أعظم الدروس المستفادة في وفاة الشيخ مصطفى الباز رحمه الله . كثير من اﻹخوة كانوا ينظرون إليه نظرة عجيبة ، وهي : أنهم أفضل منه وأعلم منه وأكثر منه عملا لدين الله وللدعوة ، وأنهم أعظم منه عملا لﻵخرة . ولﻷسف كنت أنا واحدا منهم . حتى أن الواحد منا كان يرى إذا اجتمع مع الشيخ مصطفى الباز في فرح أنه أولى وأحق بالكلام منه في هذا الفرح . وهذا لشدة تواضعه وأدبه وزهده في الدنيا .

((( يا ليتني كنت مكانه )))
كتبه د. محمود الحفناوي اﻷنصاري
درس عظيم من وفاتك يا باز
من أعظم الدروس المستفادة في وفاة الشيخ مصطفى الباز رحمه الله .
كثير من اﻹخوة كانوا ينظرون إليه نظرة عجيبة ، وهي : أنهم أفضل منه وأعلم منه وأكثر منه عملا لدين الله وللدعوة ، وأنهم أعظم منه عملا لﻵخرة .
ولﻷسف كنت أنا واحدا منهم .
حتى أن الواحد منا كان يرى إذا اجتمع مع الشيخ مصطفى الباز في فرح أنه أولى وأحق بالكلام منه في هذا الفرح .
وهذا لشدة تواضعه وأدبه وزهده في الدنيا .
ولكن الدرس المستفاد من وفاته :
(( من هو اﻷفضل عند الله ))
هذه اﻷفضلية ﻻ يعلمها إﻻ الله وحده ﻻ شريك له .
قال الشيخ د. محمد إسماعيل المقدم : إذا رأيت مسلما في الشارع قلت هذا أفضل مني ﻷنني ﻻ أدري بماذا يختم لي وبماذا يختم له ؟؟؟ .
وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : ( إنما اﻷعمال بالخواتيم ) .
فكم من إنسان نظرنا إليه على أننا أفضل منه فيختم له بخاتمة نتمنى أن تكون لنا عند موتنا .
ونقول : (( يا ليتني كنت مكانه )).
ووالله هناك ناس من عامة الناس كانوا يعيشون بيننا وونظر لهم نظرة فيها من النقص واﻹحتقار واﻹزدراء ما فيها.
ونظن أننا نحن أصحاب الدين والعلم والدعوة والتقى والصلاح .
وﻻ حول وﻻ قوة إﻻ بالله .
ثم عند موتهم يختم لهم بخاتمة حسنة يقول الواحد منا (( يا ليتني كنت مكانه )) 
الشيخ مصطفي الباز رحمه 
يصلي العشاء بالناس يوم السبت ويعطي درسه اﻹسبوعي ، ثم يصلي الفجر في جماعة يوم اﻷحد .
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( من صلي الفجر في جماعة فهو في ذمة الله )).
ثم يعطي الناس درسا ويذكرهم ويعظهم .
ثم يقول أذكار الصباح وفيها من الفوائد ما فيها من سيد اﻹستغفار من قاله ومات من يومه دخل الجنة .
وغيرها الكثير والكثير راجعوا فوائد اﻷذكار من مختصر النصيحة للمقدم .
ثم يجلس للشروق يذكر الله ويقرأ ورده القراءني .
ثم يركع ركعتين .
ففي الحديث الذي صححه اﻷلباني في سنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من صلى الفجر في جماعة ثم جلس في مصﻻه يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم ركع ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة )) .
ثم كان صائما أول يوم في شعبان .
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه بذلك اليوم عن النار سبعين خريفا )) 
أي سبعين سنة .
ثم يعود لمنزله وفي الثامنة صباحا يفارق الحياة على هذه الخاتمة .
نحسبه والله حسيبه من أولياء الله الصالحين .
لا إله إﻻ الله .
ووالله ما تمنيت خاتمة مثل ما تمنيت خاتمة كخاتمة الشيخ مصطفي الباز 
(( يا ليتني كنت مكانه )).
الله اغفر له وارحمه وأدخله فسيح جناتك 
اللهم لا تفتنا بعده و ولا تحرمنا أجره .
اللهم ألحقنا به في الصالحين.
وأحسن خاتمتنا كما أحسنت خاتمته .
يا رب العالمين .
أفيقي يا نفسي من غفلتك إلى متى سوف تظي مخدوعة بنفسك وفي نفسك.
أيها اﻹخوة الفضﻻء .
الصﻻح في الحقيقة صﻻح القلب .
اللهم أصلح لنا فساد قلوبنا واعمر قلوبنا باﻹيمان . 
آمين ... آمين ... آمين ....