السبت ، ٢١ جمادى الأول ، ١٤٤٦ هجري | 23 نوفمبر 2024 ميلادي
حرمة الدماء في الإسلام
وصف الخطبة : - إن توفر الأمن ضرورة من ضرورات الحياة ،، قد تفوق ضرورة الغذاء والكساء ،، بل إنه لا يستساغ طعام إذا فُقد الأمان ،، والأمان في حقيقته ومعناه لا يكون إلا مع الإيمان ،، والسلام في ماهيته لا يكون إلا مع الإسلام ،، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [الأنعام:82]..

عنوان الخطبة ((حرمة الدماء في الإسلام)) 
الهدف من الخطبة  إن توفر الأمن ضرورة من ضرورات الحياة ،، قد تفوق ضرورة الغذاء والكساء ،، بل إنه لا يستساغ طعام إذا فُقد الأمان ،، والأمان في حقيقته ومعناه لا يكون إلا مع الإيمان ،، والسلام في ماهيته لا يكون إلا مع الإسلام ،، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [الأنعام:82]..
عناصر الموضوع
1- حرمة الدماء في القرآن .   
2- حرمة الدماء في السنة النبوية .
حرمة الدماء في الإسلام 
مقدمة الموضوع: إن توفر الأمن ضرورة من ضرورات الحياة ،، قد تفوق ضرورة الغذاء والكساء ،، بل إنه لا يستساغ طعام إذا فُقد الأمان ،، والأمان في حقيقته ومعناه لا يكون إلا مع الإيمان ،، والسلام في ماهيته لا يكون إلا مع الإسلام ،، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [الأنعام:82]. 
ومن دخل في الإسلام فقد دخل في دائرة الأمن والأمان ،، قال عليه الصلاة والسلام: «من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل».
وإن من الأسس العظيمة التى قام عليها التشريع الإسلامي تحقيق مصالح العباد جميعاً والحفاظ عليهم ،، من أجل ذلك كانت الضروريات الخمس التى أوصت الشريعة بالحفاظ عليها ورعايتها وهى :
 (( حفظ الدين ،، وحفظ النفس ،، وحفظ العرض ،، وحفظ المال ،، وحفظ النسل )) ،، ومن حفظ النفس حفظ الدماء من أن تهدر وتسفك بغير حق فى هذه الأيام التى نرى فيها سفك الدماء بالليل والنهار من أجل تعصب حزبي ،، ومن أجل تصارع على المناصب والسلطات ،، يقتل بسبب ذلك خلق كثير من أجل ذلك كان لابد من إرشاد الجميع إلى خطورة هذا الأمر ،، وذلك من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة .
أولا: حرمة الدماء في القرآن .
حرمة الدماء وصية رب العالمين:
1) قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93]؛ قال الإمام ابن كثير رحمه الله: هذا تهديدٌ شديدٌ، ووعيدٌ أكيدٌ لمن تعاطى هذا الذنب العظيم، الذي هو مقرونٌ بالشرك بالله في غير ما آية في كتاب الله؛ (تفسير ابن كثير جـ4صـ199).
2) وقال سبحانه: ﴿ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [المائدة: 32]؛ قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: من قتل نبيًّا، أو إمام عدل؛ فكأنما قتل الناس جميعًا، ومن شد عضد أحد فكأنما أحيا الناس جميعًا؛ (تفسير الطبري جـ10صـ233).
وقال مجاهدٌ رحمه الله: من قتل نفسًا محرَّمةً يَصلَى النَّار بقتلها، كما يصلاها لو قتل الناسَ جميعًا، ومن أحياها؛ أي: من سلم مِن قتلِها، فكأنما سلم من قتل الناس جميعًا؛ (تفسير البغوي جـ3 صـ46).
قال الإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله: جعل قتل النفس الواحدة كقتل جميع الناس مبالغةً في تعظيم أمر القتل الظلم وتفخيمًا لشأنه؛ أي: كما أن قتل جميع الناس أمرٌ عظيم القبح عند كل أحد، فكذلك قتل الواحد يجب أن يكون كذلك، فالمراد مشاركتهما في أصل الاستعظام لا في قَدْره؛ إذ تشبيه أحد النظيرين بالآخر لا يقتضي مساواتهما من كل الوجوه، وأيضًا فالناس لو علموا من إنسان أنه يريد قتلهم جدوا في دفعه وقتله، فكذا يلزمهم إذا علموا من إنسان أنه يريد قتل آخر ظلمًا أن يجدوا في دفعه، فمَن قتل إنسانًا ظلمًا، فكأنما قتل جميع الناس بهذا الاعتبار؛ (الزواجر، لابن حجر الهيتمي جـ2 صـ194).
3) وقال سبحانه: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنعام: 151]؛ قال الإمام ابن كثير رحمه الله: قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ﴾ [الإسراء: 33]، وهذا مما نصَّ تبارك وتعالى على النهي عنه تأكيدًا، وإلا فهو داخل في النهي عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن؛ (تفسير ابن كثير جـ6صـ212).
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: قوله تعالى: ﴿ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنعام: 151]؛ أي: هذا ما وصاكم به لعلكم تعقلون عنه أمره ونهيه؛ (تفسير ابن كثير جـ6 صـ215).
4) وقال سبحانه: ﴿ وَإِذَا الْمَوْؤودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾ [التكوير: 8، 9]؛ قال الإمام ابن كثير رحمه الله: الموؤودة: هي التي كان أهل الجاهلية يدسونها في التراب كراهية البنات، فيوم القيامة تسأل الموؤودة على أي ذنب قتلت؟ ليكون ذلك تهديدًا لقاتلها، فإذا سئل المظلوم، فما ظن الظالم إذًا؟! (تفسير ابن كثير جـ1صـ263).
ثانيًا : حرمة الدماء في السنة النبوية .
حذّرنا النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة، تحذيرًا شديدًا من سفك الدماء، تشتدّ الحاجة إلى تأمّلها في هذه الأيام التي انتشر فيها الاستخفاف بحرمة الدماء وإباحة دم المسلم بهدف تحقيق مصالح شخصية مستخدمين في ذلك التضليل والتزييف.
ونتناول هذه الأحاديث الشريفة الصحيحة كما وردت في كتابي "فتح البارئ لشرح صحيح البخاري" و"صحيح مسلم".
1- عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل، حتى يكثر فيكم المال فيفيض".
 2- عن أبي هريرة أيضًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل، ولا يدري المقتول على أي شيء قتل".
 3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ بِالدِّمَاء".
ويشير هذا الحديث إلى تَغْلِيظُ أَمْر الدِّمَاء، وَأَنَّهَا أَوَّل مَا يُقْضَى فِيهِ بَيْن النَّاس يَوْم الْقِيَامَة، وَهَذَا لِعِظَمِ أَمْرهَا وَكَثِير خَطَرهَا.
4- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حِله".
 5- قال عليه الصلاة والسلام: "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا".
كما برأ النبي صلى الله عليه وسلم نفسه من القاتل الغادر الذي يأمن الرجل فيقوم بقتله.
6- عن ابن ماجه وابن حبان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيّما رجل أمن رجلا على دمه ثم قتله، فأنا من القاتل بريء وإن كان المقتول كافرًا".
7- عن حماد بن نعيم كما ورد في كتاب الفتن من صحيح البخاري ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آلا أُنبئكم بدواء الفتنة، إن الله لا يحل فيها شيئا حرمه قبل ذلك، فما بال أحدكم يستأذن بباب أخيه ثم يأتيه الغد فيقتله".
8- كما أبغض النبي صلى الله عليه وسلم سافك الدماء في حديث الشريف عن عائشة رضي الله عنها  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبغض الناس إلى الله ثلاث : مُلْحِدٌ في الحَرَم، ومُبتغٍ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرىء بغير حق ليهريق دمه".
9- قال صلى الله عليه وسلم: "من استطاع أنْ لا يحال بينه وبين الجنة بملء كفه منْ دم أهراقه فليفعل".
(( مصيبة عظيمة ))
قام جماعة من الناس لا دين لهم ،، ولا خلاق لهم ،، والإسلام منهم براء ،، بقتل مجموعة من المرابطين في سبيل الله من أبناء جيشنا البواسل _ الجيش المصري _  بلا ذنب ولا خطيئة .
وهم من أبنائنا المسلمين الموحدين .
إنا لله وانا اليه راجعون
اللهم اقتل من قتلهم 
اللهم اغفر لهم وارحمهم وارزقهم الفردوس الأعلى من الجنة واكتبهم عندك من الشهداء والصالحين ،، اللهم ألهم ذويهم الصبر والسلوان واربط على قلوبهم . 
اللهم اجعل مصر بلد الأمن والأمان ،، والسلامة والإسلام ،، اللهم احفظ مصر وأهلها وجيشها من كل سوء وعدوان وسائر بلاد المسلمين .
اللهم آمين يارب العالمين. 
حسبنا الله ونعم الوكيل .مع تحيات
اللجنة العلمية لملتقى الخطيب المؤثر أسد المنابر