السبت ، ٢١ جمادى الأول ، ١٤٤٦ هجري | 23 نوفمبر 2024 ميلادي
خلوا بيني وبين ربي
وصف الخطبة : - الحث على الاستعداد لاستقبال العشر الأواخر من رمضان والعمل فيها

عنوان الخطبة (( خلوا بيني وبين ربي ))
الهدف من الخطبة الحث على الاستعداد لاستقبال العشر الأواخر من رمضان والعمل فيها 
عناصر الموضوع
1- وأقبلت عشر الختام
2-  ليلة القدر عظيمة القدر. 
خلوا بيني وبين ربي
مقدمة الموضوع: أما بعد، قال الله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}، أي: وبادروا بطاعتكم لله ورسوله لاغتنام مغفرة عظيمة من ربكم وجنة واسعة، عرضها السموات والأرض، أعدها الله للمتقين. 
وأقبلت عشر الختام
ها هي العشر الأواخر قد أقبلت، فهل من مغتنم ؟! وهل من مشمر ؟! وهل من مجتهد ؟!
إن النبي صلى الله عليه وسلمَ كان له حال مخصوص في تلك العشر يختلف عن سائر العام، فإن فيها ما ليس في غيرها.
فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيره. رَوَاهُ مُسلم؛ فكان هذا حال النبي صَلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر أن يجتهد في العبادة أكثر من اجتهاده في غيرها لفضلها؛ وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا ليله وَأَيْقَظَ أَهله. متفق عليه.
فكان النبي صلى الله عليه وسلمَ إذا أقبلت العشر، يشد مئزره، وهي كناية عن الاجتهاد والهمة في الطاعة، أو كناية عن ترك الجماع، وكلاهما صحيح، لأنه كان يعتكف كل عام، فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بعده. متفق عليه، ولا جماع في الاعتكاف؛ فإنه من مبطلاته، قال الله تعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا}، فكان النبي صلى الله عليه وسلمَ، يعتزل أهله، ويجتهد في الطاعة؛ ومن ذلك أنه كان يحيي ليله أي بالصلاة والقرآن، والدعاء، والذكر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صَلى الله عليه وسلم قال: «وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». متفق عليه.
وكان يوقظ أهله، أي للعبادة، لينالوا من الخير في تلك الليالي المباركة، "فكلُّكُمْ راعٍ وكلكُمْ مسؤولٌ عَن رعيتِه". متفق عليه.
وكان من هديه صلى الله عليه وسلمَ في هذه الليالي الاجتهاد في الطاعة، ومنه الاعتكاف: فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ ثُمَّ أَطْلَعَ رَأسه، فَقَالَ: «إِنِّي اعتكفت الْعشْر الأول ألتمس هَذِه اللَّيْلَة ثمَّ اعتكفت الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ ثُمَّ أُتِيتُ فَقِيلَ لِي إِنَّهَا فِي الْعشْر الْأَوَاخِر فَمن اعْتَكَفْ مَعِي فَلْيَعْتَكِفِ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ فَقَدْ أُرِيتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ مِنْ صَبِيحَتِهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَالْتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ» قَالَ: فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ عَلَى عَرِيشٍ، فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ، فَبَصُرَتْ عَيْنَايَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى جَبْهَتِهِ أَثَرُ المَاء والطين وَالْمَاء مِنْ صَبِيحَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ فِي الْمَعْنَى، وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ إِلَى قَوْلِهِ: "فَقِيلَ لِي: إِنَّهَا فِي الْعشْر الْأَوَاخِر" وَبَقِيته للْبُخَارِيّ.
فاعتكف النبي صَلى الله عليه وسلم العشر الأول واعتكف العشر الأوسط واعتكف العشر الأواخر التماسًا وتحريًا لليلة القدر، ثم واظب على ذلك حتى توفاه الله، كما في حديث عائشة رضي الله عنها: كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بعده. متفق عليه؛ كل هذا التماسًا لليلة القدر ثم أخبر أنها في العشر الأواخر، وأمر بتحريها في العشر الأواخر، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من رَمَضَان». رَوَاهُ البُخَارِيّ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ: فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى" رَوَاهُ البُخَارِيّ.
فمن تأمل في حرص رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الاجتهاد في هذه الليالي التماسًا لتلك الليلة، علم عظم قدرها وعلو شأنها، وعظيم أجرها وفضلها، فاحرص عبد الله على أخذ حظك منها، والتزود من الطاعات فيها، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، اخلُ بربك في المسجد أو في البيت، واعكف على المصحف وقراءته، ومداومة النظر فيه، صم النهار، وقم الليل، استغفر في أوقات السحر، واجتهد في الدعاء، وشمر عن ساعد الجد في تلك الليالي.
هذا وإن الجد في الطاعة في هذه العشر والحرص عليها وتحري ليلة القدر فيها ليس محصورًا على المعتكفين في المساجد فقط؛ بل يشرع لغير المعتكف قيام الليل والتهجد والتوبة والاستغفار وذكر الله والدعاء وقراءة القرآن، وتحري ليلة القدر كذلك.
ويتأكد هذا في حق من عجز عن الاعتكاف أو أحصر دونه فلا يحولن بينك وبين اغتنام تلك العشر شيء، مع الصبر والاحتساب واستحضار الفضل والثواب؛ فَعَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَدَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ». وَفِي رِوَايَةٍ: «إِلَّا شَرِكُوكُمْ فِي الْأَجْرِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: «وهُم بالمدينةِ حَبسهم الْعذر». رَوَاهُ البُخَارِيّ.
وأيضًا نحتاج أن نجدد التوبة، ونكثر من الاستغفار، فإن العبد قد يُحرم الطاعة أو لذتها أو دوامها بشؤم معصيته، أو نسيان شكر النعمة أو ترك شكرها أو جحدها، والله المستعان.
ليلة القدر عظيمة القدر
قال السعدي رحمه الله: سميت ليلة القدر، لعظم قدرها وفضلها عند الله، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الأجل والأرزاق والمقادير القدرية . انتهى من تفسيره؛ فهي ليلة عظيمة القدر والفضل والأجر، ومن فضلها وعظيم قدرها:
1- أنزل الله تعالى فيها القرآن: قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}، هذا شهر النزول؛ وقال سبحانه: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}، وهذه ليلة النزول، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: نزل القرآن إلى بيت العزة في السماء الدنيا جملة واحدة، ثم نزل أنجماً حسب الحوادث . وهذا حديث موقوف له حكم الرفع، لأن هذا لا يقال من قبل الرأي، قال الألباني رحمه الله: فهذا حديث موقوف، ولم نجده مرفوعاً إطلاقاً، جاء بالسند الصحيح عن ابن عباس موقوفاً عليه، فقال العلماء: إن هذا الحديث في حكم المرفوع؛ لأنه يتحدث عن أمر غيبي.
2- ليلة عظيمة الشأن، قال تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}؛ الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلمَ، أي إن شأنها عظيم جليل .
3- ليلة خير من ألف شهر، قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} ، ولا تحد بـ {83.3 سنة} بل هي أفضل وأعظم، وقد يكون المراد من الآية المبالغة في عظيم أجرها وفضلها، فيكون مفهوم العدد غير مراد، فهي زمان فاضل من خيرة الأزمان، وفي الحديث قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِتِّينَ إِلَى السَبْعِينَ وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وحسنه الألباني، فأعمارنا قصيرة، ولكن بها أزمان فاضلة كثيرة .
4- تنزل الملائكة وجبريل عليهم السلام فيها إلى الأرض، قال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} .
5- سالمة من كل آفة وداء وشر وسوء، من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، قال تعالى: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} .
6- هي ليلة مباركة: قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} أي: كثيرة الخير والبركة .
7- فيها يفصل الله في الأرزاق والآجال والأقدار، قال تعالى: {فيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} .
8- من قامها إيمانًا واحتسابًا غفرت ذنوبه السابقة: قال صلى الله عليه وسلَم: «وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفق عليه.
9- لا يحرم خيرها إلا محروم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وصححه الألباني، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَ رَمَضَانُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مَنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا كل محروم» رَوَاهُ ابْن مَاجَه وحسنه الألباني .
مما يشرع للعبد فعله في ليلة القدر: 
1- التماسها وتحريها: فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ: فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى. رَوَاهُ البُخَارِيّ، وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من رَمَضَان» رَوَاهُ البُخَارِيّ .
2- قيامها لفضلها السابق.
3- الدعاء فيها: فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: "قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعَفُ عَنِّي". رَوَاهُ أَحْمد وَابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَصَححهُ الألباني.
من علاماتها:
1- هي ليلة طلقة سمحة لا حارة ولا باردة، فعن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني كنتُ أُريت ليلة القدر ثم نُسَّيتها، وهي في العشر الأواخر، وهي طلقة بَلْجَة، لا حارّة ولا باردة، كأنَّ فيها قمرًا يفضح كواكبها، لا يخرج شيطانها حتّى يخرج فجرها". رواه ابن حبان في صحيحه وصححه الألباني لغيره. قوله: "طلقة" أي: لم يكن فيها حرٌّ ولا بردٌ يؤذيان، و"بَلْجَة" أي: مشرقة. كما في "النهاية" .
2- تخرج الشمس صبيحتها بيضاء لا شعاع لها: فعن أبي بن كعب في علامتها: إِنَّهَا تَطْلُعُ يَوْمَئِذٍ لَا شُعَاعَ لَهَا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ
3- أو حمراء ضعيفة لا حارة ولا باردة: فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ: «لَيْلَةٌ سَمْحَةٌ طَلْقَةٌ، لَا حَارَّةٌ، وَلَا بَارِدَةٌ، تُصْبِحُ شَمْسُهَا صَبِيحَتَهَا ضَعِيفَةً حَمْرَاءَ» أخرجه الطيالسي وَصَححهُ الألباني .
4- وقيل من علامتها: حصول السكينة لنزول الملائكة، وكثرة سماع صياح الديكة لأنها ترى مَلكًا، وقلة نباح الكلاب ونهيق الحمير لأنها ترى شيطانًا، ونزول المطر حيث نزل صبيحة ليلتها في زمن النبي صلى الله عليه وسلمَ، إن لم يكن وقع اتفاقًا، والرؤيا الصالحة بأنها ليلة كذا، لا سيما إذا تواطأت الرؤى، كما حصل مع الصحابة رضي الله عنهم، وعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إِنِّي كُنْتُ أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ نُسِّيتُها وَهِيَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَهِيَ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا يَفْضَحُ كَوَاكِبَهَا لَا يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يَخْرُجَ فجرها} رواه ابن خزيمة وابن حبان صحيحيهما، وصححه الألباني لغيره.
وعلى كل فهذه علامات يستأنس بها، ولا تمنع العبد من التلذذ بطاعة ربه ومناجاته وعبادته.
مع تحيات
اللجنة العلمية لملتقى الخطيب المؤثر أسد المنابر