الأربعاء ، ٢ جمادى الآخر ، ١٤٤٦ هجري | 04 ديسمبر 2024 ميلادي
شهر يغفل عنه الناس
وصف الخطبة : - الحث على فعل الطاعات في شعبان والتهيء بكثرتها لاستقبال رمضان

بعنوان : ((شهر يغفل عنه الناس))...
مدخل الموضوع  الحث على فعل الطاعات في شعبان والتهيء بكثرتها لاستقبال رمضان
عناصر الموضوع
1- هدي النبي صلى الله عليه وسلمَ في شهر شعبان. 
2-  يغفل الناس عنه.  
3-  من فضائل شهر شعبان 
شهر يغفل عنه الناس 
مقدمة الموضوع: أما بعد، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.
كان النبي صلى الله عليه وسلمَ طائعًا لربه في كل أحواله، فلا يُرى إلا مقيمًا على عبادة الله في حله وترحاله، ليله ونهاره، أيامه ودهره حتى لقي الله جَل جلاله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلمَ يغتنم مواسم الخيرات، ومن ذلك هديه صلى الله عليه وسلمَ في شعبان.
هدي النبي صلى الله عليه وسلمَ في شهر شعبان
عباد الله لا ينبغي أن تمر علينا مواسم الخيرات دون اغتنامها، والتزود فيها من الطاعات، قال تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ}، وكان النبي صلى الله عليه وسلمَ يعمل بطاعة ربه دائمًا، وقد لاحظ الصحابة رضي الله عنهم أن للنبي صلى الله عليه وسلمَ حالاً مع الطاعة في شهر شعبان؛ فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ». رواه النسائي وحسنه الألباني.
ففيه بيان حرص النبي صلى الله عليه وسلمَ على الصيام في شعبان وتعاهده ذلك، وفيه بيان حرص الصحابة رضي الله عنهم على الخير، وتحريهم للاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلمَ، ومراقبتهم لأفعاله، واستفتائهم له.
وقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلمَ على سؤال أسامة بما يبين الهدي والسنة؛ فأخبره أن شهر شعبان، شهر غفلة الناس، وقد يغفلون عن فضله، وأنه يقع بين شهر رجب من الأشهر الحرم، وبين شهر رمضان وهو شهر فرض الصيام، فالناس في غفلة عن شعبان بينهما.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله معلقًا على حديث أسامة: أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان الشهر الحرام وشهر الصيام اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه. وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيامه لأنه شهر حرام، وليس كذلك. انتهى.
وبين النبي صلى الله عليه وسلمَ أن لشهر شعبان فضل يغتنم، ففيه ترفع أعمال العباد إلى رب العالمين، وكان النبي صلى الله عليه وسلمَ يصوم فيه لأنه يحب أن يرفع عمله وهو صائم.
وفيه: دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل.
وعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ. متفق عليه، ولمسلم: كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا.
لقد كان أعظم ما يميز هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في شعبان هو الصيام، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر شعبان كما ورد في الأحاديث.
يغفل الناس عنه
لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلمَ أن شعبان وقت فاضل يغفل عنه الناس، وكان من هديه التعبد في أوقات الغفلة، وكان صلى الله عليه وسلمَ يستعيذ بالله من الغفلة؛ فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ وَالْقَسْوَةِ، وَالْغَفْلَةِ، وَالْعِيلَةَ وَالذِّلَّةَ وَالْمَسْكَنَةَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْكُفْرِ، وَالْفُسُوقِ، وَالشِّقَاقِ، وَالنِّفَاقِ وَالسُّمْعَةِ، وَالرِّيَاءِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ وَالْبَكَمِ وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَالْبَرَصِ، وَسَيِّئِ الْأَسْقَامِ». أخرجه ابن حبان والحاكم وصححه الألباني؛ فالغفلة مذمومة، والحذر منها واجب، ومع ذلك فإن كثيرًا من العباد في غفلة، نسأل الله العفو والعافية، قال تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ . مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ . لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ}.
قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى: يقول تعالى ذكره: دنا حساب الناس على أعمالهم التي عملوها في دنياهم ونعمهم التي أنعمها عليهم فيها في أبدانهم، وأجسامهم، ومطاعمهم، ومشاربهم، وملابسهم وغير ذلك من نعمه عندهم، ومسألته إياهم ماذا عملوا فيها؟ وهل أطاعوه فيها، فانتهوا إلى أمره ونهيه في جميعها، أم عصوه فخالفوا أمره فيها؟ 
{وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} يقول: وهم في الدنيا عما الله فاعل بهم من ذلك يوم القيامة، وعن دنو محاسبته إياهم منهم، واقترابه لهم في سهو وغفلة، وقد أعرضوا عن ذلك، فتركوا الفكر فيه، والاستعداد له، والتأهب، جهلا منهم بما هم لاقوه عند ذلك من عظيم البلاء، وشديد الأهوال. انتهى.
وهناك أسباب للوقاية من الغفلة منها:
1- تلاوة القرآن بتدبر: فإنها أعظم من ما يوقظ القلب من غفلته، لما فيه من الآيات والذكرى والقصص والعبر، قال تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا}، وقال سبحانه: {طه . مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى . إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى}.
2- الأخذ بأسباب تحصيل البصيرة: من طلب العلم النافع، وأعظمه معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته وألوهيته وربوبيته، وتقوى الله تعالى، والعمل الصالح، من صلاة وزكاة وصوم وحج، وتلاوة قرآن، وصدق وبر وشكر وصبر، وغض للبصر وحفظ للفرج وغير ذلك من فعل الخيرات وترك المنكرات.
3- العناية بالقلب، والحرص على سلامته وصلاحه، وتحري علاج أمراضه وقسوته: عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُله أَلا وَهِي الْقلب». متفق عليه، وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ» فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: «نَعَمْ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ». رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وصححه الألباني، وكان من دعائه صَلى الله عليه وسلم في صلاته: "وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا". رواه ابن حبان وصححه الألباني لغيره.
4- التوبة والاستغفار: فإن الذنوب من أعظم أسباب الغفلة، وبالإقلاع عنها ينشط العبد ويتذكر.
5- الدعاء وصدق اللجوء إلى الله تعالى والتعوذ به من الغفلة، فقد كان النبي صَلى الله عليه وسلم يدعو الله ويستعيذ به من الغفلة.
6- الإكثار من ذكر الله سبحانه، والعمل بطاعته لا سيما في أوقات الغفلة: قال تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ}، وقال سبحانه: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
7- صلاة الليل: فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ من المقنطرين». رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وحسنه الألباني. 
8- لزوم أهل الصلاح، والابتعاد عن أهل الغفلة والاشتغال بالدنيا: قال تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ . وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا . وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ , وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}.
9- شهود الجنائز وزيارة القبور: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ». رَوَاهُ مُسلم.
10- التأمل في مخلوقات الله وآياته: قال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ}.
11- استشعار مراقبة الله تعالى، ومحاسبة النفس، واغتنام أوقات الفراغ، والتقليل من اللهو والمباحات: فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
من فضائل شهر شعبان 
جاء بعض الأحاديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبين فضائل شهر شعبان، ومن ذلك:
1- في شهر شعبان ترفع الأعمال إلى رب العالمين سبحانه وتعالى: كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ»، وهذا هو الرفع الحولي السنوي للأعمال والله أعلم.
2- في شهر شعبان يطلع الرب جل وعلا إلى جميع خلقه ويغفر لهم إلا المشرك والمشاحن: فعن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنه قال: "يطَّلعُ الله إلى جَميعِ خَلْقهِ ليلةَ النصْفِ مِنْ شَعْبانَ، فيغْفِرُ لجميعِ خَلْقِه إلا لِمُشْرِكٍ أو مُشاحِنِ". رواه الطبراني في الأوسط، وابن حبان في صحيحه، والبيهقي، وحسنه الألباني.
3- أنه الشهر الذي يسبق رمضان، كما في الحديث: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ»؛ فيستعد المسلم ويتهيء بالطاعة، للتزود منها أكثر في رمضان، فيؤهل المسلم نفسه في شعبان ويدربها على فضائل الأعمال، ليتمكن من الإكثار منها في شهر رمضان. 
4- مشروعية الإكثار فيه من الصيام: كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ».
5- شهر شعبان شهر يغفل الناس عنه، والعبادة وقت الغفلة لها أجر وفضل يختلف عن غيره، كما في الحديث: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ»، ومن ذلك: 
6- العبادة وقت انشغال الناس، وفي وقت الفتن والاقتتال: فعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ». رَوَاهُ مُسلم.
7- ذكر الله تعالى في السوق حيث الانشغال بالبيع والشراء: فَعَنْ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفَ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفَ دَرَجَةٍ وَبَنَى لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ". رَوَاهُ أحمد والتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وحسنه الألباني.
8- الذكر بعد صلاة الفجر وحتى تطلع الشمس، حيث ينشغل الناس بالذهاب إلى أعمالهم والسعي على أرزاقهم، ومن بعد العصر إلى غروب الشمس: فَعَنْ أَنَسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَلَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَة». رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وحسنه الألباني، وَعَنْهُ رضي الله عنه أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ». قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وحسنه الألباني.
مع تحيات
اللجنة العلمية لملتقى الخطيب المؤثر أسد المنابر ..