الأربعاء ، ٢ جمادى الآخر ، ١٤٤٦ هجري | 04 ديسمبر 2024 ميلادي
نبي الله لوط عليه السلام
وصف الخطبة : - التذكير بقضية نبي الله لوط عليه السلام، وبيان حكم اللواط، والترهيب منه

بعنوان :: ((نبي الله لوط عليه السلام))...
مدخل الموضوع التذكير بقضية نبي الله لوط عليه السلام، وبيان حكم اللواط، والترهيب منه
عناصر الموضوع
1- وإن لوطًا لمن المرسلين.  
2-  حكم فاحشة اللواط
3- الحفاظ على الفطرة المستقيمة
نبي الله لوط عليه السلام
المقدمة: 
أما بعد، قال الله تعالى: (وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ . وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ).
وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِين
إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب بما تصلح به أمور العالمين، من موافقة الفطرة السليمة، واستقامة الحياة الكريمة، وحصول النجاة في الآخرة، ولا يحصل هذا إلا بتصديق رسالات الله واتباعها.
وكلما انتكست فطرة الناس بالكفر والشرك أو بالذنوب والمعاصي أو بالفواحش والنقائص أرسل الله تعالى إليهم من يذكرهم بالفطرة السليمة، ويدعوهم إلى الصراط المستقيم، ومن هذا أن الله تعالى أرسل لوطًا عليه السلام إلى قوم انتكست فطرتهم، وأتوا بمنكر لما يأت به أحد من العالمين قبلهم، وهو إتيان الذكران وفاحشة اللواط، فأرسل الله إليهم لوطًا عليه السلام بالتوحيد وبالطهر والنزاهة، ومحاربة الفطر المنتكسة الخبيثة، قال تعالى: (وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِين).
وَلُوطٌ عليه السلام هُوَ ابْنُ أَخِي إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَكَانَ قَدْ آمَنَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كما قال تعالى: (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ)، ثُمَّ هَاجَرَ مَعَهُ إِلَى أَرْضِ الشَّامِ كما قال تعالى: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ)، فَبَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى أهل سَدُوم وما حَوْلَهَا مِنَ الْقُرَى، يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَمَّا كَانُوا يَرْتَكِبُونَهُ مِنَ الْمَآثِمِ وَالْمَحَارِمِ وَالْفَوَاحِشِ الَّتِي اخْتَرَعُوهَا، لَمْ يَسْبِقْهُمْ بِهَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي آدَمَ وَلَا غَيْرِهِمْ، وَهُوَ إِتْيَانُ الذُّكُورِ، وَهَذَا شَيْءٌ لَمْ يَكُنْ بَنُو آدَمَ تَعْهَدُهُ وَلَا تَأْلَفُهُ، وَلَا يَخْطُرُ بِبَالِهِمْ، حَتَّى صَنَعَ ذَلِكَ أَهْلُ سَدُوم عَلَيْهِمْ لِعَائِنُ اللَّهِ.
وكان قوم لوط عليه السلام مِنْ أَفْجَرِ النَّاس وأكفرهم وأسوئهم طَوِيَّةً وَأَرْدَئِهِمْ سَرِيرَةً وَسِيرَةً، يَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَيَأْتُونَ فِي نَادِيهِمُ الْمُنْكَرَ، وَلَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ. 
ابْتَدَعُوا فَاحِشَةً لَمْ يَسْبِقْهُمْ إِلَيْهَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي آدَمَ، فلا خلق قويم ولا أدب ولا حياء ولا سلوك مستقيم، فقبحهم الله من قوم، قال الله تعالى عن قول ملائكته فيهم: (قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ).
قام لوط عليه السلام إلى هؤلاء الفجرة، فَدَعَاهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَنَهَاهُمْ عَنْ تَعَاطِي هَذِهِ الْمُحَرَّمَاتِ وَالْفَوَاحِشِ الْمُنْكَرَاتِ، وَالْأَفَاعِيلِ الْمُسْتَقْبَحَاتِ، فقد كانوا مع فعل الفاحشة يَقْطَعُونَ الطَّرِيقَ، وَيَخُونُونَ الرَّفِيقَ، وَيَأْتُونَ فِي نَادِيهِمْ، -وَهُوَ مُجْتَمَعُهُمْ وَمَحَلُّ حَدِيثِهِمْ وَسَمَرِهِمُ- الْمُنْكَرَ مِنَ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ عَلَى اخْتِلَافِ أَصْنَافِهِ، قَالَ تَعَالَى: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ . أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ، وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ)، فلم يستجيبوا له وكذبوه وتَمَادَوْا عَلَى ضَلَالِهِمْ وطغيانهم، واستمروا على فُجُورهمْ وكفرانهم، كما قال تعالى: (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)، وقَالَ تَعَالَى: (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)؛ فكان الطهر عندهم جريمة تستحق الطرد  والإبعاد.
فَعِنْدَ ذَلِكَ دَعَا عَلَيْهِمْ نَبِيُّهُمُ الْكَرِيمُ، فَسَأَلَ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَإِلَهِ الْمُرْسَلِينَ أَنْ يَنْصُرَهُ عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ ، قال تعالى عنه: (قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ)، فَغَارَ اللَّهُ لِغَيْرَتِهِ، وَغَضِبَ لِغَضْبَتِهِ، وَاسْتَجَابَ لِدَعْوَتِهِ، وَأَجَابَهُ إِلَى طِلْبَتِهِ، وَبَعَثَ رُسُلَهُ الْكِرَامَ، وَمَلَائِكَتَهُ الْعِظَامَ، فَمَرُّوا عَلَى الْخَلِيلِ إِبْرَاهِيمَ وَبَشَّرُوهُ بِالْغُلَامِ الْعَلِيمِ، وَأَخْبَرُوهُ بِمَا جَاءُوا لَهُ مِنَ الْأَمْرِ الْجَسِيمِ وَالْخَطْبِ الْعَمِيم.
فبعد دعاء لوط عليه السلام على قومه أرسل الله الملائكة إلى إبراهيم فبشروه بغلام يولد له، وأخبروه عن إهلاك قوم لوط، ثم انطلقوا إلى لوط ، فأتوا إليه، قيل: في أرض له، وقيل: في منزله. وَقد وَرَدُوا عَلَيْهِ وَهُمْ فِي أَجْمَلِ صُورَةٍ تَكُونُ، عَلَى هَيْئَةِ شُبَّانٍ حِسَانِ الْوُجُوهٍ، ابْتِلَاءً مِنَ اللَّهِ وَاخْتِبَارًا، وَلَهُ الْحِكْمَةُ وَالْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ، فَنَزَلُوا عَلَيْهِ فَسَاءَهُ شَأْنُهُمْ وَضَاقَتْ نَفْسُهُ بِسَبَبِهِمْ، وَخَشِيَ إِنْ لَمْ يُضِفْهم أَنْ يُضِيفَهُمْ أَحَدٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَيَنَالُهُمْ بِسُوءٍ، ولم يعرف أنهم رسل الله إليه حتى أخبروه، قال تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ . قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ . قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ . وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ . فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ . وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ . وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ . قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ . وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ)، وقَالَ تَعَالَى: (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ . إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ . يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ، وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ . وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لوطا سئ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا، وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عصيب . وجاءه قومه يُهرعون إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي،أَلَيْسَ مِنْكُم رجل رشيد . 
قَالُوا لقد علمت مالنا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ . قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ . قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ . فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ . مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ من الظَّالِمين بِبَعِيد).
قَوْلُهُ: (يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ)، أَيْ: يُسْرِعُونَ وَيُهَرْوِلُونَ فِي مِشْيَتِهِمْ وَيُجْمِرُونَ مِنْ فَرَحِهِمْ بِذَلِكَ. وقال في الآية الأخري: (وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ).
قوله: (هَؤُلَاءِ بَنَاتِي)، فيها ثلاثة أقوال: قيل: أراد بناته على الحقيقة.  وقيل: أراد جملة النساء لأن نبي الأمة بمنزلة الأب لها. وقيل: بل أراد التعريض مدافعة لقومه واعتزارًا لضيفه. فردوا عليه بقولهم: (لقد علمت ما لنا في بناتك من حق)، وقَال تعالى فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: (قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ)، أَيْ: أَلَمْ نَنْهَكَ عَنْ ضِيَافَةِ الرِّجَالِ.
قوله: (ما لنا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ) قيل: لا يجوز لنا في شريعتك الزواج منهم. وقيل: لا رغبة لنا في النساء، وَلَا نَشْتَهِيهِنَّ، (وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ)، أَيْ: لَيْسَ لَنَا غَرَضٌ إِلَّا فِي الذُّكُورِ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ ذَلِكَ.
وقيل: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ لُوطًا عَلَيْهِ السَّلَامُ جَعَلَ يُمَانِعُ قَوْمَهُ الدُّخُولَ وَيُدَافِعُهُمْ وَالْبَابُ مُغْلَقٌ، وَهُمْ يريدون فَتْحَهُ، وَهُوَ يَعِظهُمْ وينهاهم من وَرَاء الْبَاب، فَلَمَّا ضَاقَ الْأَمْرُ وَعَسُرَ الْحَالُ، قَالَ: (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ)، أَيْ: لَكُنْتُ نَكَّلْتُ بِكُمْ وَفَعَلْتُ بِكُمُ الْأَفَاعِيلَ مِنَ الْعَذَابِ وَالنِّقْمَةِ وَإِحْلَالِ الْبَأْسِ بِكُمْ بِنَفْسِي وَعَشِيرَتِي، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ طُولَ مَا لَبِثَ يُوسُفُ لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ ». مُتَّفق عَلَيْهِ، وفي رواية: "رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى لُوطٍ؛ إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ: (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قوة أو ءاوي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ)؛ فَمَا بَعَثَ اللَّهُ بَعْدَهُ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا فِي ثَرْوَةٍ مِنْ قَوْمِهِ". أخرجه أحمد والترمذي والبخاري في الأدب المفرد وابن حبان والحاكم وحسنه الأباني، والثَّرْوَةُ: الْكَثْرَةُ وَالْمَنَعَةُ.
ولما اشتد الأمر، قالت الملائكة للوط عليه السلام: (إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ) فأخبروه أنهم من الملائكة وليسوا من البشر، (لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ) أي إن قومك لن يتمكنوا من الوصول إليك بأذى ونحوه، وقد أخبروا إبراهيم عليه السلام من قبل أنهم أرسلوا بالعذاب إلى قوم لوط، (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ . إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ . يَاإِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ)، ثم أمروا لوطًا عليه السلام بالارتحال لأن العذاب حال بقومه.
قوله: (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ)، أي بجزء من الليل، قال تعالى في الآية الآخرى: (نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ)، أي: آخر الليل.
قوله: (وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ)، يعني: لا تنظر خلفك أنت وأهلك، (إلا امرأتك)، فاتركها في قومها ولا تسر بها فإن هالكة معهم، هذا على قراءة النصب، وأما بالرفع تعني: أنها ستخرج معكم فاتركها تلتفت فإنها هالكة أيضًا.
ثم خرج لوط عليه السلام وأهله من تلك القرى الظالمة، ونجوا جميعًا إلا امرأته العجوز كانت من الغابرين الهالكين، قَالَ تَعَالَى: "فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ".
وقد تنوعت أشكال العذاب الذي نزل بقوم لوط عليه السلام: قال تعالى: (وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ . وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ)، وقال تعالى: (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ . فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ . إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ . وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ . إِنَّ فِي ذَلِك لآيَة للْمُؤْمِنين). المتوسمين: المتأملين، وَقَالَ تَعَالَى: (لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ . مسومة عِنْد رَبك للمسرفين . فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ . فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ . وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَة للَّذين يخَافُونَ الْعَذَاب الأليم). 
هكذا كان عذابهم:
1- طمست أبصارهم، فمسحت بلحم وجوههم؛ فلا بصر ولا نظر ولا صورة،. 2- بالصيحة: وَهِيَ مَا جَاءَهُمْ مِنَ الصَّوْتِ الْقَاصِفِ عِنْدَ شُرُوقِ الشَّمْسِ وَطُلُوعُهَا.
2- وَإِرْسَال المطر من الحِجَارَةِ السِّجِّيلِ عَلَيْهِمْ، وهي حجارة الطين المطبوخ المسوم، أي الذي له علامة، المنضود أي: المتتابع.
 4- قلب القرى، فرفع جبريل عليه السلام بِلَادهُمْ إِلَى عَنان السَّمَاءِ ثُمَّ قلْبها، وَجَعْلِ عَالِيَهَا سَافِلَهَا، حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم وصياح ديوكهم. قال تعالى: (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى)، يَعْنِي: مَدَائِنَ لُوطٍ، قَلَبها عَلَيْهِمْ فَجَعَلَ عَالِيَهَا سَافِلَهَا، وَأَمْطَرَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ؛ وَلِهَذَا قَالَ: (فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى)، يَعْنِي: مِنَ الْحِجَارَةِ الَّتِي أَرْسَلَهَا عَلَيْهِمْ (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِين).
قال تعالى: (وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يعْقلُونَ)، وقال: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ)، وقال: (وما هي من الظالمين ببعيد).
فلنتق الله، ولنأخذ العبرة.
حكم فاحشة اللواط
إن جريمة اللواط من أعظم الجرائم، وأقبح الذنوب، وأسوأ الأفعال وقد عاقب الله فاعليها بما لم يعاقب به أمة من الأمم، وهي تدل على انتكاس الفطرة، وطمْس البصيرة، وضعف العقل، وقلة الديانة، وهي علامة الخذلان، وسلم الحرمان، نسأل الله العفو والعافية.
فعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي عَمَلُ قَوْمِ لُوطٍ». رَوَاهُ أحمد والتِّرْمِذِيُّ وَابْن مَاجَه وصححه الألباني، وعنِ ابْنِ عبَّاس رضي الله عنهما عنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "لعنَ الله مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوطٍ، -قالَهَا ثلاثاً في عَملِ قومِ لوطٍ-". أخرجه ابن حبان والبيهقي وصححه الألباني، وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما أنَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا ينظرُ الله عزَّ وجلَّ إلى رجلٍ أتى رجلاً أوِ امْرأَةً في دُبُرِها". رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: والمقصود أن مفسدة اللواط من أعظم المفاسد، وكانت لا تعرف بين العرب قديماً كما قد ذكر ذلك غير واحد منهم؛ فلهذا قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: لَوْلَا أَنَّ الله عزوجل قص علينا قصة قَوْمَ لُوطٍ فِي الْقُرْآنِ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ ذكرا يعلو ذكراً. انتهى من البداية والنهاية.
وقد روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أن قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ"، وصححه الألباني.
وقد أجمع الصحابة على قتل اللوطي، لكن اختلفوا في طريقة قتله؛ فمنهم من يرى تحريقه، كأبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، ومنهم من يرى أنه يُرمَى من بناءٍ عالٍ ويتبع بالحجارة، كابن عباس رضي الله عنهما، ومنهم من يرى أنه يرجم بالحجارة حتى يموت، وهو مروي عن علي وابن عباس أيضاً رضي الله عنهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وأما اللواط فمن العلماء من يقول: حده كحد الزنا، وقد قيل دون ذلك. 
والصحيح الذي اتفقت عليه الصحابة: أن يقتل الاثنان الأعلى والأسفل، سواء كانا محصنين أو غير محصنين؛ فإن أهل السنن رووا عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول به"، وروى أبو داود عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: "في البكر يوجد على اللواطية، قال: يرجم"، ويروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه نحو ذلك. ولم تختلف الصحابة في قتله، ولكن تنوعوا فيه، فروي عن الصديق رضي الله عنه أنه أمر بتحريقه، وعن غيره قتله. وعن بعضهم: أنه يلقى عليه جدار حتى يموت تحت الهدم. وقيل: يحبسان في أنتن موضع حتى يموتا. وعن بعضهم: أنه يرفع على أعلى جدار في القرية، ويرمى منه، ويتبع بالحجارة، كما فعل الله بقوم لوط وهذه رواية عن ابن عباس، والرواية الأخرى قال: يرجم، وعلى هذا أكثر السلف، قالوا: لأن الله رجم قوم لوط، وشرع رجم الزاني تشبيها برجم لوط، فيرجم الاثنان، سواء كانا حرين أو مملوكين، أو كان أحدهما مملوك الآخر، إذا كانا بالغين، فإن كان أحدهما غير بالغ عوقب بما دون القتل، ولا يرجم إلا البالغ. انتهى من السياسة الشرعية.
وأما الحكمة من معاقبة المفعول به، فلأنه شريك في المعصية، فإن هذه المعصية لا توجد إلا إذا اشترك فيها طرفان، فكان العدل أن يقام الحد عليهما، ومثل هذا: الزنا، فإنه يقام فيه الحد على الرجل والمرأة، ثم إن المفعول به لا خير في بقائه حيا، لعظم الفساد الذي حل به، وعظم المفسدة الناشئة عن وجوده.
قال الرحيباني في مطالب أولي النهى: وَإِنْ كَانَ الزِّنَا وَاللِّوَاطُ مُشْتَرِكَيْنِ فِي الْفُحْشِ، وَفِي كُلِّ فَسَادٍ يُنَافِي حِكْمَةَ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ وَأَمْرِهِ، فَإِنَّ فِي اللِّوَاطِ مِنْ الْمَفَاسِدِ مَا يَفُوتُ الْحَصْرَ وَالتَّعْدَادَ، وَلَأَنْ يُقْتَلَ الْمَفْعُولُ بِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُؤْتَى فَإِنَّهُ يَفْسُدُ فَسَادًا لَا يُرْجَى لَهُ بَعْدَهُ صَلَاحٌ أَبَدًا، وَيَذْهَبُ خَيْرُهُ كُلُّهُ، وَتَمْتَصُّ الْأَرْضُ مَاوِيَّةَ الْحَيَاءِ مِنْ وَجْهِهِ، فَلَا يَسْتَحْيِ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى وَلَا مِنْ خَلْقِهِ، وَتَعْمَلُ فِي قَلْبِهِ وَرُوحِهِ نُطْفَةُ الْفَاعِلِ مَا يَعْمَلُ السُّمُّ فِي الْبَدَنِ، وَهُوَ جَدِيرٌ أَنْ لَا يُوَفَّقَ لِخَيْرٍ، وَأَنْ يُحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، وَكُلَّمَا عَمِلَ خَيْرًا قُيِّضَ لَهُ مَا يُفْسِدُهُ عُقُوبَةً لَهُ؛ وَقَلَّ أَنْ تَرَى مَنْ كَانَ كَذَلِكَ فِي صِغَرِهِ إلَّا وَهُوَ فِي كِبَرِهِ شَرٌّ مِمَّا كَانَ، وَلَا يُوَفَّقُ لِعِلْمٍ نَافِعٍ، وَلَا عَمَلٍ صَالِحٍ، وَلَا تَوْبَةٍ نَصُوحٍ غَالِبًا. إذَا تَقَرَّرَ هَذَا، فَمَفْسَدَةُ اللِّوَاطِ مِنْ أَعْظَمِ الْمَفَاسِدِ، وَعُقُوبَاتُهُ مِنْ أَعْظَمِ الْعُقُوبَاتِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: (أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ)، وَقَدْ أَطْبَقَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلِهِ، لَمْ يَخْتَلِفْ فِيهِ مِنْهُمْ رَجُلَانِ، وَإِنَّمَا اخْتَلَفَتْ أَقْوَالُهُمْ فِي صِفَةِ قَتْلِهِ؛ فَظَنَّ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ ذَلِكَ اخْتِلَافٌ مِنْهُمْ فِي قَتْلِهِ، فَحَكَاهَا مَسْأَلَةَ نِزَاعٍ بَيْنَ الصَّحَابَةِ، وَهِيَ بَيْنَهُمْ مَسْأَلَةُ إجْمَاعٍ، لَا مَسْأَلَةُ نِزَاعٍ. انتهى باختصار.
إن في اللواط من المفاسد ما يفوت الحصر والتعداد، ولهذا تنوعت عقوبات فاعليه، ولأن يقتل المفعول به خير من أن يؤتى في دبره، فإنه يفسد فساداً لا يرجى له بعده صلاح أبداً، إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الله ويذهب خبر المفعول به.
فعلى الرجل حفظ ولده في حال صغره وبعد بلوغه، وأن يجنبه مخالطة هؤلاء الذين لعنهم رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: وَقَدْ اختلف النَّاس: هل يدخل الجنة مفعول به؟ على قولين، والصحيح أن يقال إن المفعول به إذا تاب توبة صحيحة نصوحاً، ورزق إنابة إلى الله وصلاحاً، وبدل سيئاته بحسنات، وغسل عنه ذلك بأنواع الطاعات، وغض بصره وحفظ فرجه، وأخلص معاملته لربه، فهذا إن شاء الله مغفور له، وهو من أهل الجنة، فإن اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ للتائبين إليه، (وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هم الظالمون)، (ومن تاب وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، وأما مفعول به صار في كبره شراً منه في صغره، فهذا توبته متعذرة، وبعيد أن يؤهل لتوبة صحيحة، أو لعمل صالح يمحو به ما قد سلف، ويخشى عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ الخاتمة، كما قد وقع ذلك لخلق كثير ماتوا بأدرانهم وأوساخهم، لم يتطهروا منها قبل الخروج من الدنيا، وبعضهم ختم له بشر خاتمة، حتى أوقعه عشق الصور في الشرك الذي لا يغفره الله. انتهى من البداية والنهاية.
الحفاظ على الفطرة السليمة
قال تعالى: (فطرت الله التي فطر الناس عليها)، و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنه قال:  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" متفق عليه.
وفي الحديث القدسي عَن عِيَاض بن حمَار الْمُجَاشِعِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فيما يرويه عن رب العزة تبارك وتعالى: "وإِني خلقت عبَادي حنفَاء كلهم وَإنَّهُ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا". رواه مسلم.
إن الله تعالى خلق الخلق أسوياء على الفطرة السليمة، وإنما تنتكس فطرة بعض الناس بحب الفساد، واقتراف الشهوات، واتباع خطوات الشيطان؛ فمن تنكب عن الفطرة السليمة فبما كسبت يداه، وبسبب ما يحيط به من مؤثرات وعوامل بيئية فاسدة مفسدة.
وإننا في زمان كثرت فيه الفتن، وتنوعت في الشهوات، وانتشرت في المنكرات، وصار الوصول إليها لا يحتاج إلى حرص ومشقة؛ بل إن المنكرات صارت تأتي إلى الناس وتطرق أبوابهم بلا كلفة ولا جهد، عن طريق الإعلام المقروء والمسموع والمشاهد، ومحركات البحث العالمية، ومواقع التواصل الاجتماعي، ونحوها، وكذا عن طريق الغزو الفكري، والتلويث الثقافي، والتقليد الأعمى، ونشر الإباحية والشذوذ والفواحش والحرية المطلقة، وغيرها. 
فعلينا أن نصون هويتنا، ونحافظ على سلامة فطرتنا، وأخلاقنا، وسلوكياتنا، وأن توجد الممانعة المنهجية والفكرية والتربوية السليمة والكافية، لصيانة المجتمع من انتشار فوضى الفساد ولوثه وخبثه.
نسأل الله تعالى أن يحفظ البلاد والعباد من الفساد، وأن يجعلنا هداة مهتدين، وأن يوفقنا لفعل الخيرات وترك المنكرات.
مع تحيات
اللجنة العلمية لملتقى الخطيب المؤثر أسد المنابر