الأسعار نار
الهدف من الخطبة الأمر بالتوكل على الله في كل الأمور، وبيان كيفية التعامل حال غلاء الأسعار، وضرورة الأخذ بالأسباب
عناصر الموضوع
1- إن أخطأه هذا نَهَشَهُ هذا.
2- إن الله هو المسعر.
3- الأخذ بالأسباب عند غلاء الأسعار.
4- من الأسباب الجالبة للرزق.
الأسعار نار
مقدمة الموضوع: أما بعد، قال الله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ}، وقال سبحانه: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.
قال أهل العلم في المختصر في التفسير: وما من مخلوق يدب على وجه الأرض مهما كان إلا تكفل الله برزقه تفضُّلًا منه، ويعلم سبحانه موضع استقراره في الأرض، ويعلم موضع موته الَّذي يموت فيه، فكل من الدواب ورزقها ومواضع استقرارها ومواضع موتها، في كتاب واضح هو اللوح المحفوظ. انتهى.
إن أخطأه هذا نَهَشَهُ هذا
إن المتأمل في الدنيا يوقن بأنها لا تستقيم على حال بل تتقلب كل لحظة بين أنواع كثيرة من الحوادث والعوارض، ويصاب العبد فيها بأنواع من تلك العوارض ولابد مع حرصه على السلامة منها إلا أن ذلك محال ومتعذر؛ فعَن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قَالَ: خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ وَخَطَّ خُطُطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الْوَسَطِ وفقال: «هَذَا الإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ -أَوْ: قَدْ أَحَاطَ بِهِ-، وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ، وَهَذِهِ الخُطَطُ الصِّغَارُ: الأَعْرَاضُ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا». رَوَاهُ البُخَارِيّ؛ فهذه الأعراض من آفات وأمراض وجوع وعطش وفقر وحزن وغير ذلك مما قدره الله تعالى لا يسلم منه إنسان، ومن ذلك ما قدر الله تعالى حصوله من غلاء الأسعار ورخصها، ووفرة السلع وقلتها إلى غير ذلك.
إن الله هو المسعر
إن ارتفاع الأسعار وانخفاضها هي من الأمور التي يقدرها الله تعالى على خلقه، ويختلف تعامل الناس معها؛ فالمؤمن يعلم أن ذلك من تقدير الله تعالى، وأنه قد يكون بلاءً بسبب ذنوب العباد، وأن عليه الأخذ بالأسباب الشرعية لدفع الغلاء ورفع البلاء، حال كونه راضيًا بقضاء الله دون جزع أو سخط.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فَالْغَلَاءُ بِارْتِفَاعِ الْأَسْعَارِ؛ وَالرُّخْصِ بِانْخِفَاضِهَا هُمَا مِنْ جُمْلَةِ الْحَوَادِثِ الَّتِي لَا خَالِقَ لَهَا إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ؛ وَلَا يَكُونُ شَيْءٌ مِنْهَا إلَّا بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ؛ لَكِنْ هُوَ سُبْحَانَهُ قَدْ جَعَلَ بَعْضَ أَفْعَالِ الْعِبَادِ سَبَبًا فِي بَعْضِ الْحَوَادِثِ كَمَا جَعَلَ قَتْلَ الْقَاتِلِ سَبَبًا فِي مَوْتِ الْمَقْتُولِ؛ وَجَعَلَ ارْتِفَاعَ الْأَسْعَارِ قَدْ يَكُونُ بِسَبَبِ ظُلْمِ الْعِبَادِ وَانْخِفَاضِهَا قَدْ يَكُونُ بِسَبَبِ إحْسَانِ بَعْضِ النَّاسِ. انتهى من مجموع الفتاوى.
ولا يكاد يخلو زمان من حصول الأسعار، وقد حصل غلاء الأسعار في زمن النبي صلى الله عليه وسلمَ؛ فَعَن أنس رضي الله عنه قَالَ: غَلَا السِّعْرُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَعِّرْ لَنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى رَبِّي وَلَيْسَ أحد مِنْكُم يطلبنني بمظلة بِدَمٍ وَلَا مَالٍ». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ وصححه الألباني، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَعِّرْ، فَقَالَ: «بَلْ أَدْعُو» ثُمَّ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَعِّرْ، فَقَالَ: «بَلِ اللَّهُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ لِأَحَدٍ عِنْدِي مَظْلَمَةٌ». أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الألباني.
لما غلت الأسعار في زمن النبي صلى الله عليه وسلمَ طلب أناس منه عليه السلام أن يسعر السلع، والتسعير هو جعل قيمة معينة على كل سلعة فلا تتفاوت قيمة الشراء من بائع لآخر، فامتنع النبي صلى الله عليه وسلمَ عن ذلك، وأخبرهم أن الله تعالى هو المسعر القابض الباسط الرازق؛ فهو الذي يرزق عباده، وهو الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر فيقبضه عمن يشاء، وهو الذي يقدر غلاء الأسعار ورخصها؛ ثم بين لهم النبي صلى الله عليه وسلمَ أنه يريد مفارقة الدنيا، وهو سالم من مظالم العباد، وفي هذا إشارة إلى أن موانع التسعير مخافة أن يظلمهم في أموالهم؛ فإن التسعير فيه تصرف بغير إذن أصحاب السلع، وإلزامهم بقيمة محددة، وقد يكون في ذلك ظلمًا لهم، كما أن في احتكار أصحاب السلع لها أو غشهم فيها أو إضرارهم بالناس ظلم منهم لهم.
الأخذ بالأسباب عند غلاء الأسعار
على المؤمن أن يرضى بقضاء الله تعالى وقدره، كما عليه أن يأخذ بالأسباب المشروعة، وهذا لا ينافي الرضا بقضاء الله تعالى بل هو من قدر الله تعالى، ومن جملة الأسباب التي يأخذ بها العبد حال ارتفاع الأسعار ما يأتي:
1- التوبة والاستغفار؛ فإن الذنوب من أعظم أسباب البلاء والغلاء.
2- الصدقة والإحسان إلى الخلق والتعاون على الخير؛ فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
3- ضبط المعاملات المالية بضوابط الشريعة الإسلامية، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ يَهُودِيًّا قَدِمَ زَمَنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثِينَ حِمْلِ شَعِيرٍ، وَتَمْرٍ، فَسَعَّرَ مُدًّا، بِمُدِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَيْسَ فِي النَّاسِ يَوْمَئِذٍ طَعَامٌ غَيْرُهُ، وَكَانَ قَدْ أَصَابَ النَّاسَ قَبْلَ ذَلِكَ جُوعٌ، لَا يَجِدُونَ فِيهِ طَعَامًا، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، النَّاسُ يَشْكُونَ إِلَيْهِ، غَلَاءَ السِّعْرِ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «لَا أَلْقَيَنَّ اللَّهَ مِنْ قَبْلِ أَنْ أُعْطِيَ أَحَدًا مِنْ مَالِ أَحَدٍ، مِنْ غَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ، إِنَّمَا الْبَيْعُ عَنْ تَرَاضٍ، وَلَكِنَّ فِي بُيُوعِكُمْ خِصَالًا، أَذْكُرُهَا لَكُمْ، لَا تُضَاغِنُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا يَسُومُ الرَّجُلُ، عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ، وَلَا يَبِيعَنَّ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَالْبَيْعُ عَنْ تَرَاضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا». أخرجه ابن حبان وصححه الألباني؛ فلا يحل مال المسلم إلا بطيب نفسه، ولا يحل أكل أموال الناس بالباطل، ولا يحل الربا والسرقة والغصب والظلم والغش والغرر والضرر، ولا يحل التطفيف في الكيل والميزان وبخس الناس أشياءهم، وغير ذلك مما حرمه الله تعالى، والتحايل على المحرم لا يبيحه بل يزيد إثمه.
4- الاقتصار على السلع الضرورية.
5- الاقتصاد في الشراء دون التوسع والإسراف في المشتريات.
6- استعمال السلع البديلة والمناسبة.
7- ترك الترف والتبذير وإلقاء الطعام في القمامة ونحو ذلك.
8- الاحتساب بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
9- محاربة الفساد والغش والاحتكار والأخذ على يد المفسدين.
10- الأخذ بأسباب حصول الاكتفاء الذاتي وتوفير السلع الضرورية النادرة التي يرتفع سعرها عادة، عن طريق الدعم اللازم، والتصاريح المناسبة، والأدوات المناسبة، لزراعتها إن كانت مما يزرع، أو لإنتاجها إن كانت مما يصنع، أو لاستيرادها إن كان مما يستورد، ونحو ذلك.
من الأسباب الجالبة للرزق
أن يسعى في تحصيله سعيان: سعي فيما نصب للرزق كالصناعة والزراعة والتجارة وسعي بالدعاء والتوكل والإحسان إلى الخلق.
1- الاستغفار: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}.
2- الدعاء: {إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون}، دعاء إبراهيم للجزيرة {رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر}، وعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِي عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: «يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ» ، وفيه: «يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ». رَوَاهُ مُسلم، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلمَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا». رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني.
3- الإيمان والتقوى: قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}، وقال سبحانه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} .
4- الرضا: روى أحمد عن رجل من بني سليم أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إِنَّ اللَّهَ يَبْتَلِي عَبْدَهُ بِمَا أَعْطَاهُ، فَمَنْ رَضِيَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ، بَارَكَ اللَّهُ لَهُ فِيهِ، وَوَسَّعَهُ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ لَمْ يُبَارِكْ لَهُ». وصححه الألباني.
5- التوكل على الله: عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا». رَوَاهُ أحمد والتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وصححه الألباني.
6- الشكر: قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}.
7- إقامة الصلاة والأمر بإقامتها: قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} .
8- الصدقة: قال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أعط مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تلفا ". متفق عليه، وعنه: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَنْفِقْ يَا ابْن آدم أنْفق عَلَيْك" متفق عليه.
9- الحج والعمرة: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ، وَالذَّهَبِ، وَالفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ المَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الجَنَّةُ». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وقال الألباني: حسن صحيح.
10- صلة الرحم: عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَره فَليصل رَحمَه» مُتَّفق عَلَيْهِ.
11- قضاء حوائج المسلمين وتفريج كرباتهم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ». رواه مسلم.
12- الأخذ بالأسباب: كما قال الله سبحانه وتعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}. التجارة والزراعة والصناعة والصيد ...
13- البكور: عَن صخْرِ بن وَداعةَ الغامِديِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا» وَكَانَ إِذا بعثَ سريَّةً أوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ وَكَانَ صَخْرٌ تَاجِرًا فَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ أَوَّلَ النَّهَارِ فَأَثْرَى وَكَثُرَ مالُه. رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد وصححه الألباني لغيره.
مع تحيات
اللجنة العلمية لملتقى الخطيب المؤثر أسد المنابر